بكل اللغات أسألو ماطيشة"
من زمان والفلاحون المغاربة يستوردون بذور الطماطم من إسرائيل، لأن هذه الأخيرة تمتلك خبرة كبيرة في علم النباتات والبيوتكنولوجي، وبفضل جودة البذور أصبح الفلاحون يستوردون معظم بذور الخضراوات، وآلات السقي goute à goute، ولم يتم نقل وتوطين تكنولوجيا البذور والمنتجات الفلاحية الاسرائيلية في المغرب، إطلاقا لم يحصل. فيما كان خبراء النباتات الاسرائيليون يحضرون اللقاءات العلملية المتعلقة بالفلاحة في المغرب، ويخرجون للضيعات والغابات فيقطعون شتائل الأركان والتمور والصبار، ثم يأخذونها لمختبراتهم في إسرائيل ويطورنها جينيا، فيمنحونها صفات مقاومة الحر والملوحة والأمراض ويقومون بزرعها في بيئتهم بفلسطين المحتلة، ثم يصدرونها تحت تسميات أخرى. تمكنوا من تطوير بذور تمر المجهول المغربي وثمار الأركان وصاروا يتصدرون تصدير هذه المنتجات عالميا. هذه هي إسرائيل. حاول المغرب استمالة اليهود المغاربة بإسرائيل وربطهم ببلد أجدادهم قصد خلق قوة ضاغطة لصالحه من داخل إسرائيل واللوبيات الداعمة لها في الغرب، في المقابل، قامت إسرائيل باختراق المغرب عبر جمعيات تدعمها فحاولت خلق حركات شعبية ونخب سياسية واقتصادية تدافع عنها وعن مشروع التطبيع، وقد تمكنت من ذلك جزئيا. حاليا هذه الجهات تفتخر بأن إسرائيل تقوم بتوطين الصناعة الحربية الاسرائيلية بالمغرب، وهذا مجرد تمني، فكما يقال اللي قراه الديب قراه السلوقي. إسرائيل لن توطن بالمغرب سوى التركيب، أما التقنيات العلمية المتطورة للطائرات بدون طيار ومنتجات حربية أخرى لن تنقلها إطلاقا ولن يطلع عليها المهندسون المغاربة. إسرائيل دولة مشكاكة ولا تثق في ظلها، ولن تثق لا في المغرب ولا في الامارات ولا في الاردن.
فيما يخص غزة وأهلها وكل الفلسطينيين، صار واضحا أنهم يواجهون كتلة سياسية واقتصادية صانعة للقرار بمعظم الدول الغربية ومتحكمة بالقرارات الكبرى، فالجميع يرى المنكر ولا يستطيع وقفه، والتعامل بالمكياليين واضح. فهذا مثلا بوتين مطلوب للعدالة وينتظره الاعتقال في كثير من الدول، فيما نتانياهو ينتقد العدالية الدولية ويدعو لاعتقال قضاتها في استفزاز واضح لها ( اللي فجهدكم ديروه).
قد يكون للمغرب مبرر يتعلق بنزاع الصحراء، وأنه مكره من قبل واشنطن على ما فعل. السؤال: ماذا أضافت إسرائيل عبر تاريخها لنزاع الصحراء في زمن كان المغرب يعتبر بلد محسوب على الغرب ضد البوليساريو الشيوعية المحسوبة على السوفيات، ماذا قدموا، من غير ترك الحال على حاله.
يبدو لي أن المقاطعة قد تحصل من قبل إسرائيل وتمنع هذه الأخيرة يوما ما تصدير بذور الخضراوات للمغرب، حينها قد يمس الخطر أمننا الغذائي، فالطماطم تخبرنا وتدق ناقوس الخطر. فاسألوا الطماطم، وعلى المختبرات العلمية بالمغرب العمل على صناعة بذور مغربية!!