تختلف الفيضانات والبراكين والضحايا هي الضحايا، مركبات تغرق ومنازل تهدم وقصور تختفي من الخارطة وقصر مدريد هُدم بثلاثة صواريخ ميلانية الصُنع، هكذا شاءت الأقدار أن تنجو مدريد من الإعصار الدامي الذي ضرب فالنسيا ومعقل الغريم برشلونة، إلا أنه لم ينجو من فيضانات ميلان.
هذا الفيضان الذي دَمر معقل الريال وحوله إلى فتات ويُقال أن الضحايا تتساقط كحباتِ البرد في معقل الملوك. هذا المساء لم يعد الملك ملكًا بل صار موظفًا بسيطًا يتقاضى مُقابل عرقه المتصبب القليل من الدينار، لقد اُنتزع التاج من رؤوس الملوك فلم يعدوا ملوك بل خرفان مذبوحة على جنبات الطرقات والجاني ميلان.
فيضان مُخيف جعلَ صافرات الإنذار تدوي في أزقة مدريد وهناك رسائلٌ تسقط إلى كل هاتفٍ تحذر من الخروج إلى الشوارع خوفًا من أن تجرف الفيضانات بقية الناجيين،
ميلان هو ميلان ثابتًا كسورٍ من فولاذ والريال لم يعد الريال لقد تدحرج وتبعثر وهبط إلى أدنى مستوى له منذُ عقود وكأن رباعية برشلونة كانت بمثابة المَس وهاهم يتوجشون بلا أرواح ولا حول ولا قوة من الهزازة هذه.
لم تشفع له المليارات ولم يساعده إغلاق سقف البرنابيو بحجب الجمال.
هُدمت أعمدة البرنابيو بصواريخ لياو وسقط السقف وتحول الملعب إلى رفات وغادر لاعبو ريال مدريد بسيطة العشب منكوسي الرؤوس ومن خلفهم صافرات الاستهجان والجمهور يطالبهم بارتداء قمصان بلدية المدينة بدلًا عن قميص الكيان،
لم يقدم الريال شيئًا هذا المساء ولم نرى شيئًا باستثناء قطع العلك الراقص يمينًا شمالًا من فم أنشيلوتي وكأنه شيبة هرم يتعاطى المقويات الجنسية لتفادي الفضيحة على السرير ويا لفداحة الفضيحة هذه.